زمانا مخيف لا أمان فيه لا من البعيد ولا من القريب
زمانا تحول الكل فيه إلى ذئاب الكل يحاول أن يبحث عن فريسته بغض النظر إذا كان أخ ,صديق المهم أن تكون فريسة يتلذذ بها
زمانا أصبحت فيه الخيانة من المكرمات وطريق المعالي والتضحيات وأصبح فيه السلام كالعاصفات زمانا أصبحت فيه الكلاب أساس الأمان والولاء أما بن البشر فقلوبهم تعيش في سبات وأصبح الحب لديهم من الذكريات . والحقيقة ليس العيب في الزمان بل العيب فينا . لا أريد أن أطيل في الحديث لأني وجت أبيات تعبر عن هذه الكلمات
رأيت الكلب فيه الوفاء وفيه الثبات وفيه الولاء
وأما ابن ادم أو بنته فإنهما في الخطايا سواء
وثقت بكلب شريد أتاني ليطلب بعض بقايا الغذاء
ولما استجبت وأطعمته ورويته بعد هذا بماء
تكلم ذيل له شاكرا فقلت :نعم إننا أصدقاء
وحين تأكد أني كريم واني سمحت له بالبقاء
تقلد منصب حارس بيتي وهدد من يعتدي بالجزاء
ورحب بالزائرين جميعا وويل لمن يستثير العداء
وظل وفيا لآخر يوم وحين أنادي يجيب النداء
ولما مضى سال دمعي وذابت حشاشة قلبي وغاب الضياء
ولم يأنف الشعر من مدحه فكلبي الوفي استحق الرثاء
وأما ابن ادم أطعمته وقلت : أخ يستحق العطاء
فلما تخلص من جوعه وانس في بطنه الامتلاء
تحول من جائع بائس إلى ذئب بر كثير العواء
وعض ذراعي التي أطعمته فلما رأيت نزيف الدماء
تذكرت كلبي الوفي وهبت على نار حزني رياح الشقاء
لماذا ؟؟؟؟؟ يظل السؤال وتبقى علامة في جبين الصفاء
لماذا عن الناس أبعد حب وخانوا ولم يشعروا بالحياء
كأن الخيانة صارت لديهم طريق المعالي ودرب العلاء
لماذا ؟؟ سألت السماء وإني قريبا سأسمع رد السماء